الجمعة، ديسمبر 05، 2008

عن ما حدث ببروفة عرض ثورة الزنج


لعل من الصعوبة بمكان تقييم عرض (ثورة الزنج – لكامل عبد العزيز ) لما أفصح عنه العرض من مشكلات تتعلق بعدم جاهزية الكثير من الممثلين للعرض لقلة التدريب وعدم وجود تخيل مكتمل لدي المخرج للكيفية التي تمكنه من إدارة المشهد وتصنيعه سواء على مستوي الإضاءة أو على مستوي كيفية تعامل مع وحدات الديكور وتحريكها .... وقبل كل عدم وجود تخيل واضح للكيفية التي يمكن من خلالها تحويل نص العرض - المأخوذ عن نص (ثورة الزنج) - إلي موضوع بصري متسق... كما لم يوجد تماس بين الشكل المسرحي المقدم وبين نص العرض على أي مستوي من المستويات .
وهو ما يعني وبجلاء أن العرض سواء أكانت مشاكله نابعة من مشكلات تقنية خاصة بمكان العرض أم كانت نابعة من قلة التدريب ... فإن العرض لم ينجح في تخطي مرحلة التدريب والتحقق كعرض جدير بأن يعرضه مخرجه على الجمهور ...
ولعل تلك الصعوبة تزداد حين نجد بعض من المؤدين يبذلون جهدهم ويحاولون تحقيق حالة العرض المختفية مثل (طارق عزت – المهرج) .... لكن تلك الجهود سرعان ما تغرق ببطء في رمال متحركة ... فلا وجود مكتمل لعرض يحمل تلك الجهود ويدعمها ويحقق حالة الفرجة ويستكمل عناصرها .
صعوبة تزداد مع كل لحظة تمر على المتلقي الجالس بالصالة والذي يجهد ذهنه كي يستكمل الفجوات التي تركها العرض ... فجوات تزداد أتساعاً وعمقاً مع مرور الوقت إلي الحد الذي يدرك معه المتلقي استحالة التواصل مع ذلك العالم المتفسخ والغير مكتمل ... مما يجعله يفقد انتباهه ويحول سخطه في اتجاه العرض ... 
صعوبة تجعل من محاولة تقييم العرض ظلم له ... فما حدث على خشبة المسرح لم يتعدى وبأي شكل من الأشكال مرحلة التدريبات الأولية ... التدريبات التي لم تجري أو أنها تمت على عجل وبغير عناية بتحديد المهام وتحديد وظائف كل عنصر من عناصر العمل سواء الفنية أو البشرية .
لقد مرت ثورة الزنج بهدوء ولم تخلف من أثر سوي السخط والحسرة وبعض الصور العالقة في ذهن المتلقي لممثلين يغرقون بهدوء وقسوة فوق خشبة المسرح ... وسط صفير واستهجان قلة من المتلقين متحجري القلوب .
هذا ما حدث ... أما العرض فلم يخرج بعد للنور ......




ليست هناك تعليقات:

المحاكاة الساخرة (الباروديا) .... ماكينة الهدم والتحطيم

يبدأ المشهد بفريقين لكرة القدم يقفان في مواجهة بعضهما البعض ... الأحمر إلي يسار المتفرج والأبيض إلي يمينه، ربما يبدو المشهد مألوفاً ودلال...